الاثنين، 15 مارس 2010

تحسن ملحوظ


كان ممدا علي الفراش ينتفض من الأنفعال
بينما هي تراقبه وتتنازعها رغبتان بين سماعه (الآن) الذي يتطلب اجهاده ، ونهي الطبيب (هذا الصباح) عن كل ما يجهد.
وأخذت المسافة بينها وبين كلمات الطبيب تتسع حتي بعدت الشقة علي إثر قفزات الثواني وخطوات الدقائق ووجدت نفسها في وسط الحكاية دون أن تدري.
أخبرها بأنه يعمل ساعيا في إحدي المصالح الحكومية ، وبالتحديد في أحد المكاتب التي لاتجد إقبالا شديدا من المواطنين .
وكادت تبكي من حميمية الصدق في نبرته وهويقسم أنه أبدا لم يأخذ أي (اكراميات) من أجل إعادة الحركة إلي أوراق يبستها رائحة الأدراج بالرغم من ندرة هذه (العطايا).
وبالرغم من أن جميع الموظفين هناك يتلهفون عليها.
: هل هم كثير؟
: من....؟
: الموظفون الذين تعمل معهم؟
: لا...
وبدت وكأن عيناه لا تريان شيئا وهو يضيف عم ( مسلمي ) مدير المكتب وثلاثة آخرون.
: من هم ؟
أكمل غير عابئ بصوتها المتهدج.
: عبد المعز وجمال و...
ثم اكتسى صوته بنبة غاضبة.
: ولا احب أن أذكر الثالث.
: لماذا؟
: إنه الشيطان بعينه..
ثم بانفعال واضح
: إنه هو الذي دفعهم للإنتحار..
وبصوت خفيض لا تكاد تسمعه.
: دفعهم للانتحار... ثم انتحر هو الآخر.
واحتد عليها فجأه.
: ماكان من الممكن أن أتركه يفعلها ، بالرغم من أنني أكرهه ولكنه كل من تبقى لدي .... ركبت معه السيارة محاولا أن اثنيه ولكنني فشلت.
قالها وهو يتذكر كيف لكم الآخر في فكه بقبضة أوجعت كليهما ثم ألقاه داخل السيارة ، وكأنه يلقي بآخر مشكلاته.
: أقنعهم جميعا بالانتحار بأفكاره العجيبة عن العبث..، هو أحدثهم في العمل بالمكتب ، ومنذ مجيئه وأفكاره السامة تنعكس في عيونهم وابتساماتهم في صورة انتحارات فاشلة .
حتي عم ( مسلمي ) كان ينتحر في اليوم ألف مرة.
سألته واجفة وهي تضع يدها على قلبها..
: ماذا كان اسمه ؟... أخبرها مشمئزا..
: شاكر..
: إذن فأنت ؟
: أنا اسمي عمرو
ارتعشت شفتاها مع ذكره للإسم ، وانحنت عليه في لهفة ، منعت عنها نفسها منذ لقائه.
حينها لم يتمالك الطبيب - الذي كان يراقبهما منذ دقيقة - نفسه ، واندفع إلي الحجرة قائلا.
: هذا يكفي يا مدام .. زوجك يحتاج إلي الراحة .
ابتعدت عن زوجها لتسر إلي الطبيب فرحتها .
: إنه يقول أنه عمرو ، هل يعني هذا أنه قد شقي يا دكتور ؟ ، ولكنه لا يزال يقول أشياء عجيبة مثل أنه يعمل ساعيا .. همس إليها
: إن هذا النوع من المرض النفسي لا يمكن الحكم على تحسنه بسهولة ..
لم يكن يسمعهما ذلك الراقد على الفراش ، غير أنه كان يبتسم بسخرية في غفلة عن عيونهما ، بينما كان يتذكر وجه (عمرو) الفاقد الوعي ... من خلف زجاج السيارة المنطلقة ، بعد أن ثبت العصا فوق دواسة الوقود.

تمت

الخميس، 12 مارس 2009

مشهد روحي





- وجدتها .... قالها صديقي في حماسة

فابتسمت قائلا :

- ماذا وجدت يا أرشميدس

قال دون أن تفتر حماسته :

- وجدت الوسيلة التي أستطيع أن أقنع بها هؤلاء الناس بأنهم علي غير الصواب

كنت أنظر إليه معجبا بحماسته ... صديقي الصحفي ...له حماسة أي صحفي مبتدأ يريد أن يصبح شيئا .

كانت تشغله هذه الآونة جماعة صوفية كادت أن تندثر.... يدّعون بأن لشيخهم قدرات ما تظل حتي بعد موته .

كما أن لهم حزبا يقرؤونه يدّعون أنه يكسب قارئه القدرة علي تحريك الأشياء عن بعد .... تحركها بعينيك علي حد قولهم.

وقد قابل إهتمامه هذا إهتماما عندي بهذا الأمر نظرا لأنني طبيب نفسي ولي بعض الدراسات في الأنشطة التي تضمن اتجاها خارج الحواس ... وعلوم الباراسيكولوجي.

انتبهت من أفكاري علي صوته قائلا :

- ألا تريد معرفة الخطة التي من خلالها سأرشد هؤلاء الناس إلي الصواب... ألا تريد أن تعرف الطريقة ؟

وقبل حتي أن ينتظر إجابتي كان يقول مسترسلا في حماس :

- سأدعي أنني شاهدت حلما أو رؤيا ... يأمرني فيها شيخهم الأكبر بتحريك حجرا ما بعيني .....

ثم أضاف وهو يراقب تعابير وجهي بعناية :

- بدون قراءة الحزب

نظرت إليه في شك وقلت :

- ولكن الكذب في المنام ذنب كبير يعاقب عليه صاحبه بأن يعقد رابطا بين شعرتين في نار جهنم .

قال لي بسرعة :

- الضرورات تبيح المحظورات .... يجب أن نخرج هؤلاء الناس من ضلالاتهم .

قلت له ثانية بغير إقتناع :

- ولكن مالذي يمكن أن تفيده من هذا الموضوع .

- سيلتفون حولي حتي أخزلهم أمام وسائل الإعلام .

استغرقت في تفكير عميق .

وتجلت موهبتي الخاصة

تلك السلاسة الغريبة في تداعي الأفكار والذكريات ...وهي التي تؤدي إلي شئ ما .. لا أدري ماهو في البداية ولكني أعلم أنه سيظهر ..

كنت أذكر إحدي التحريات التي قمت بها أنا وصديقي من قبل ... عندما قابلنا رجلا عجوزا من أبناء تلك الطريقة الصوفية ...

وتذكرت كيف أخبرنا أنه لا يستطيع تحريك الأشياء بعينيه بعد قراءة الحزب مباشرة ... وأنه وليستطيع أن يفعل ذلك لابد من وجود ستة رجال آخرون .

يمارسون سويا وهو معهم رياضة روحية خاصة من صيام وذكر وأنهم فقط في اليوم السابع يستطيعون القيام بذلك كلواحد علي حدة ولكن أمام الستة الآخرون..

وذلك كما أخبرهم شيخهم كمعلومة متوارثة بين الشيوخ عن شيخهم الأكبر شخصيا .

ثم تداعي إلي فكري العديد من المعطيات الأخري في سيل من الأفكار السريعة .

حتي أشرقت الفكرة في رأسي فجأة

إعتدلت وقلت لصديقي في حماس غريب :

- كيف سيكون شكل تدخل وسائل الإعلام في رأيك .؟

حك رأسه قائلا :

- لا أدري ... لعلي أطلب منهم نقل الحدث مباشرة علي الهواء.

هتفت به بسرعة :

- لا .... بل عليك وأن تطلب تسجيله علي ألا يزيد الحضور علي المراسل وطاقم التصوير

ثم حككت ذقني مفكرا وأردفت :

- واطلب حضور جميع أفراد الطريقة الصوفية من جميع البلدان المجاورة ... حتي وإن كان هناك أحدا ما منهم خارج مصر فلترسل في طلبه

بدا عليه الإندهاش من حماستي الفجائية والتي ليس لها مايبررها وقال :

- ليس لكل هذا من داع ... ولكن .... لا بأس ..

نظرت في عينيه وقلت في ثبات :

- لي طلب أخير...

نظر مستفسرا فقلت بهدوء:

- حاول أن تحرك الحجر بعينيك فعلا ...

هز رأسه مستنكرا :

- ماذا تقول ؟ هل جننت ؟

قلت بسرعة :

- انك تبحث عن الحقيقة يا صديقي أوليس كذلك ؟

- بلى ...

- إذا فلتفعل كما أقول ... وليبد عليك أنك تحاول ذلك فعلا ... حتي إذا ما فشلت بدوت مقنعا ... ثم غمزت بعيني قائلا :

- لا تنس أن الكاميرات ستكون مسلطة علي وجهك

أخذ يهز رأسه وقد بدا عليه الإقتناع .

- عدني أنك ستفعل ذلك

- أعدك

وجاء اليوم الموعود .... كان المسجد الخاص بهذه الطريقة الصوفية يقع في احدي القري المجهولة ..التي تتعايش تعايشا سلميا مع عدد كبير من اتباع هذه الطريقة يمثل غالبية قاطنيها.

كما أنها كانت ترحب وبشدة بمولد الشيخ كل عام والذي يحضره جميع أبناء الطريقة من شتي البقاع فيما يعتبر موسم رواج تجاري كبير.

وكان المكان الذي اختير لأختبار صديقي هو هذا المسجد

ولحسن الحظ كان المسجد يقع عند طرف القرية فلم يستثر منظر الجموع الحاشدة فضلا عن سيارة التليفزيون أهالي القرية بالشكل الذي كنت أتوقعه.

وكان الحجر الذي اختير لإتمام التجربة , حجر قديم بالمسجد علي جانبيه أثر عميق لراحتي يد ... ينسبونه ليد شيخهم

كانت الأنفاس محبوسة

والكل يتطلع إلي الحجر ...

كان صديقي موضع حفاوة من أبناء الطريقة العاديين

أما الشيوخ فقد قابلوه بالشك .... ربما حرصا وتكذيبا ... أو ربما خوفا علي منزلتهم.

قالوا عنه إن كان صادقا فسينجح . أما إن كان كاذبا فإن مصيره الفشل ... منتهي الأمان

وبالرغم من موقفهم الوسط الذي اتخذوه أجدهم هناك هم الآخرون ينظرون إلي الحجر بشغف.

بينما كان صديقي مغمض العينين يقول شيئا ما ...

كنت قد لاحظت عليه الإضطراب في الآونة الأخيرة... والذي أخذ يزداد مع تكرار جلوسه مع أبناء الطريقه يحدثهم عن حلمه المزعوم.

هاهو يفتح عينيه .... هاهو ينظر إلي الحجر في ثبات .... هاهو الحجر يتحرك

وأمام الأعين المبهورة والشفاة المبتسمة أخذ الحجر يحلق يمينا ويسارا مع أعين صديقي اللآمعة..

تلاحقت أنفاسي وأرتفعت دقات قلبي بالرغم مني...

وعلي الرغم من معرفتي بأن هذا ماسوف يحدث...

ابتسمت حينما قال لي صديقي بعد ذلك بيومين عندما استطعت أن أراه : إن هؤلاء الناس علي صواب...

ذكرته بأنه من اختلق موضوع الحلم ...

قال لي فيما قال : لقد كان موضوع الحلم هذا إملاءا لي من قوي أعلي مني

علمت بعد ذلك بأنه انطلق يدرس في مؤلفات شيوخ الطريقة وأنه يروي العديد من الرؤي من حين لآخر...

حذّرته من أن يقوم بهذه التجربة علي الهواء مباشرة في بث تليفزيوني ...أو أن يقوم بها في غير حضور كم كبير من مريديه

لأنه سيفشل

لم يبد عليه الإقتناع .. قال أنه سيفعل ما يتوجب عليه فعله

ابتسمت راحلا ... وأنا أهنئ نفسي علي اثبات نظرية جديدة من نظرياتي

تمت

الجمعة، 20 فبراير 2009

مشهد متناسخ

اصابتنا موجة من الضحك الهستيري
بينما كل من ثلاثتنا ينظر إلي الآخر
الآن أستطيع أن أقول علي نفسي ( قررنا نحن ) بدون شبهة تعظيم الذات باستخدام صيغة الجمع
نسخة طبق الأصل .... بل نسختين كأنني أنظر إلي مرآتين لولا إختلاف الحركات
صحيح أنني عندما أسرح تقوم ثلاثتنا بنفس الفعل ولكن ليس الآن وأنا في كامل حيويتي
أنا الآن ثلاثة..
ليس تناسخا .... التناسخ فكرة طفولية أمام ما حققته
بل إنه ليس تناسخا علي الأطلاق ... إن التناسخ الذي يقولون عليه لا يعدو كونه مجرد توأم متماثل ملتصق تأخر انفصاله حتي تم بعملية جراحية أسموها التناسخ.
أما ما فعلته فهو التناسخ الحقيقي
التناسخ البناء
أعلم أن الأغبياء إذا عرفوا بالأمر فإنهم سيهاجمونه بشده وكن من سيعلمهم دعهم في غيهم يعمهون
أما أنا فسأحيا
سأحيا مئات السنين في عشرة أعوام
سأحيا آلاف السنين في عمره كله
بل سأسبق البشرية
سأعبر آلاف السنين فعليا في سنين عمري القصيرة ... انني متأكد من ذلك
أنا الآن ثلاثة وكل يوم أكتشف من قدراتنا ... أقصد من قدراتي ما يدهشني فماذا سيحدث اذا أصبحت عشرة بل مائة
انني الآن أستطيع أن أفكر في ثلاثة أمور مختلفه في ذات الوقت بوعي عال غريب .. أستطيع سماع ثلاث محطات تليفزيونية بنفس التركيز
أما عند الإتحاد فالأمر يشبه المعجزة
لا تقف أي مشكلة أمامي .... ولو لأقل من دقيقة
أنا العالم البيولوجي .... صاحب اختراع الفيروس البشري الذي لم يقبل بتمويله أي جهة حكومية أو خاصة وصرفت أموالي كلها في اتمامه
أصبحت الآن أشهر عالم علي وجه الأرض
ليس بالطبع بسبب اختراعي السري ولكن بسبب مئات الإختراعات الأخري التي أنجزها في الشهر الواحد بسبب قدراتي الجديدة
والغريب حقا في الأمر تلك الطاعة العمياء لكلتا نسختي
كنت أعلم أن ذاكرتي وشخصيتي سينتقلان إلي نسختي وكنت أعتقد أنه سيصعب علي السيطرة عليهما - بما أعرفه عن نفسي وطباعي- وأن الأختبارات التي سأجريها عليهما لابد وأن تكلفني الكثير من المشقة
ولكن ماتم - وأدهشني- هو عكس ذلك تماما.
كل شئ تم و لا زال يتم بسلاسة منقطعة النظير
اننا أصبحنا واحدا بالفعل
ما ان آمرهم بالمكوث في المعمل عند خروجي حتي يغمض جفن كل منهما ويتحولان إلي تمثالين من الشمع ... وقد أسمح لهم أحيانا بالتحرك داخل المعمل أثناء خروجي .. وقد أدهشني في البداية كيف أنني أستطيع سماع بعض الأصوات الناتجه من حركتهم وحوارهم داخل المعمل أثناء وجودي في أي مكان ... دون أن يؤثر ذلك في تركيزي
ولكن مالبثت أن تماشيت مع الأمر وأستخدمته لصالحي ... حينما كنت أجعل احدي نسختي تقرأ من أحد المراجع العلمية بينما كنت أنا أردد ماتقرأه - ولا يسمعه غيري- في إحدي المحاضرات.
أول نسختي كان مساعدي . وهو معيد في الكلية التي ادرس بها يعمل تحت امرتي كمساعد في معملي الخاص.
عندما ظهرت عليه أعراض الإصابة بالفيروس البشري الخاص بي.. لم يبد عليه القلق
قال لي : أحسنت فعلا يا دكتور ... الآن نحن نستطيع أن نقوم بما لا أستطيع فعله وحدي ... قام بالإتصال باسرته الهزيله وهو عم وحيد إخبره انه سيسافر ثم أغلق الخط ...
ومكث عندي في المعمل
ورأيته امام عيني وهو يتحول إلي..... إليّ
لون جلده يتغير وطبيعة شعره ... يأكل كثيرا ..كثيرا جدا ....يشعر بالضعف
كان يقصر فعليا ... لقد تمت اعادة تكوين عظامه
وكنت أشعر أنا أيضا بالتغييرات
كلما تقدمت أعراضه كنت أشعر بذكريات قديمة تبدو بعيده ولكنها واضحة في ذات الوقت
أعلم بأن شخصيته قد انتقلت بداخلي ... هكذا تقول فروض نظريتي والتي يبدو أنها صحيحة ... ولكن لا بد لها وأن تكون في اللا وعي الخاص بي الآن ... وبدأت أعرف الكثير عن هذا الفتي
انه ليس كما يبدو .... انه يعرف الكثير بالفعل ... طريقة تفكيره مختلفة وطريقة نظره للأمور
لقد اندمجت قدراتي وقدراته وشكلت عنصرا جديدا
وحدثت المعجزة ....
وعي واحد وجسمين ليس وعيا عاديا ... انه يختلف عن مجرد مجموع الاثنين معا .... ربما تفهم ما أعني لو ذكرتك ان ما نعرفه عن الروح قليل حقا .... أو اننا لا نعرف شيئا علي الإطلاق
وقد أقلقتني في البداية ظهور بعض القدرات التي ماكان يتمتع بها أحدنا ولكنها ظهرت بإتحادنا.
أصبح في استطاعتي تحريك الأشياء عن بعد ... أستطيع معرفة من يقف ورائي ... كما أنني قد صارت لي القدرة علي التحرك كالمبصر في الظلام
وغيره من القدرات العجيبة
بل ان قدراتنا الجسدية قد زادت عند كلانا أضعافا
كما أظن أن حيوية خلايانا قد كونت مايشبه الوسط الحسابي لكلانا من ناحية الشباب
اقلقني كل هذا في بداية الأمر ثم أبهرني فيما بعد ..
وبسبب كثرة تفكيري في هذه القدرات العجيبة التي اكتشفتها .... قررت أن تكون نسختي التالية عالم زميل لي .... متخصص في علم البارا سيكولوجي
وعن طريق معلوماته في هذا المجال والتي اكتسبتها بالفعل بمجرد أن سيطرت عليه العدوي
أخذت أكتشف الجديد من قدراتي ... بل وأخذت أزداد قدرات
إن التحكم في ضغط الدم إراديا ليس بالأمرالصعب
بل ان التحكم في توقف نزف الدم من الجروح قد أصبح ممكنا وهذا ما لا أفهمه
اذ كنت في معمل الجامعة ليلة أمس حينما جرحت يدي ... وأكتشفت أنني أستطيع أن أوقف النزيف بالإرادة ... هنا في يدي اليمني
ولكن ماهذا .... لا أري جروحا ها هنا
هه .. لعلها قدرة جديدة أن يزيد الجسد من سرعة بناء وتجديد خلاياه
ولكن ... أذكر أنني قد وضعت ضمادة
هل سقطت...؟
وهنا نظرت إلي أيدي نسختي وعلي يمني احداهما وجدت الضمادة
وكانت المفاجأة ....
تمت

الاثنين، 12 يناير 2009

قد تختلف هذه المرة


أحاول أن أفتح عيني...
, غير أن هذه الرغبة بدت كمجابهة المستحيل وكأن جفني محبوبان يحاولان العفاف في مكان خلي من الناس
أعرف هذه الحالة , تلك التي يتأرجح فيها الوعي بين الغفلة و الإنتباه , أحيانا قد تطول معي إلي درجة تقلقني شخصيا ... ربما كان علي أن أستشير طبيبا .
غير أن أكثر ما يميز هذه الحالة عندي – وهو أمر أعتقد أنني أختص به دون غيري – هو أن أي صوت يتناهي إلي سمعي أثناء هذه المعاناه أسمعه وكأنه قرآنا يتلي ..... ودائما ما أكتشف غير ذلك عندما يكتمل الوعي عندي.
كنت أتندر بهذا الأمر دائما بين أصدقائي , ويوما أخبرني أحدهم وكان متدينا , بأن هذه العلامة تشير إلي أن هناك أمرا روحانيا يحيط بي ,
ربما هي العناية الإلهية التي قد تجعلني ( وليا ) يوما ما... هكذا قال...
وبينما كنت مندمجا في المحاولات اليائسة لفتح عيني أو تحريك أحد أطرافي , سمعت ذلك الصوت مرة أخري .... كان قرآنا بلاشك
قلت لنفسي : لا .... ليس مرة أخري ... غير أن الصوت بدا واضحا هذه المرة ... وبعيدا ... وعلي الرغم من بعده غير أنني إستطعت تمييز بعض الكلمات بخلاف المرات السابقة , التي لم أكن أميز فيها سوي إسلوب القراءة القرآنية .
أعتقد أن ما أسمعه الآن هو (سورة الحديد ) أظن أنني قد سمعت ( وأنزلنا الحديد ) .. بل إن القارئ يكررها ... وهكذا... قلت لنفسي : قد يختلف الأمر هذه المرة وبمعاندة طفولية قاومت النوم , وانتقلت رويدا رويدا إلي الوعي حتي صفت حواسي ... الآن يمكنني السماع بوضوح
كان صوتا ميكروفونيا يقول :
أي حاجة قديمة للبيع ....
حديد قديم للبيع ....
بلاستيك قديم للبيع ......للبيع

نهاية أخري


نهاية أخري قصة قصيرة

انطلق بالسيارة كالمجنون ... ممسكا عجلة القيادة بكلتا يديه في قوة .... وكأنها سوف تهرب....
هل الأمر يستحق... لا يدري إن كان الأمر يستحق أم لا ...هو خاطر طرأ علي ذهنه ... إن كان صحيحا , فإن أسوأ كوابيسه علي وشك الظهور..
يجب أن أصل إلي تلك الشقة ... يجب علي حرق هذه الأوراق بأي ثمن ... قبل أن يصلوا إليها...
أوراق قديمة ... كتبها ونسيها ... لا لم ينسها ...لا يجب أن ينساها لأنه إن نسيها فإن أعداءه لن يفعلون . وبدأ يتذكر ... ما كتبه في تلك الأوراق ...
( كانت قصة ... قصة عن شاب مهاجر نجح في الغربة إلي أقصي حد ... ذلك الحد الذي جذب إليه الإنتباه في هذه الدولة التي هاجر إليها . وبعد دراسة ظروفه وملابسات حياته , وجد المهتمون أن هذا الشاب يصلح جاسوسا .... وبقيت عملية تجنيده ...
تلك العملية التي استغرقت الكثير من الوقت بلا جدوي , علي الرغم من اختلاف الوسائل , كان الشاب يتملص منهم دائما بشكل أشعرهم بذكائه وجعلهم أكثر اقتناعا به .
كان دائما يقول لهم , أنا لا أريد أصلا الرجوع إلي الوطن , بالرغم من أني لا أمانع في أن أكون جاسوسا ... ثم بابتسامة ربما لو أردتموني جاسوسا في بلادكم يمكنني القبول.
واستمر الأمر هكذا حتي تفتق ذهنهم عن خطة جهنمية , ولأنهم فقدوا صبرهم بالفعل , وليشعروا الشاب بجدية ما يفعلون , تغاضوا عن مرحلة التهديد في خطتهم الشنيعة..
مكالمة تليفونية جاءت للشاب , جعلته يهب مذعورا , ويهرول إلي أقرب سنترال , وعندما اتصل بأهله كان الصراخ يملأ أذنيه من الطرف الآخر
قالوا له إن أخاك الصغير قد مات .....منذ خمس دقائق
وبمجرد أن وضع السماعة جاءه إتصال آخر علي تليفونه المحمول, يقول
: ليست هذه سوي بداية لأحداث , لو أردت لها أن تتوقف . يجب عليك أن تتعاون معنا......وقد كان).
كان في ذلك الوقت قد إقترب بسيارته من الحي السكني الذي تقع فيه شقته
تلك التي تعتبر كابينة , في مجمع سكني مكون من دور أرضي واحد.. كانت أول مسكن يقطنه بعد أن هاجر لذلك ظل محتفظا بها كتذكار ولم يفرط به أبدا بالرغم من أنها كانت تقع في مدينة صغيرة , ولم يكن يذهب إلي هناك إلا لماما , إذ كان يعيش في العاصمة بعد نجاحه الكبير ككاتب.
وبالرغم عنه , وبينما كان يترجل من السيارة بعد أن أوقفها في المكان المخصص للسيارات , أخذ يتذكر قصته تلك التي كان قد بدأها ولم يستكملها , ووضعها مع العديد من القصص التي وجدها غير صالحة للنشر , في شقة الذكريات تلك .
بل أخذ يتذكر أفكاره حول نهاية هذه القصة , تلك الأفكار التي لم يضعها علي الورق , لقد كان يفكر في قيام الشاب بالإنتقام بعد ذلك عن طريق العمل كجاسوس مزدوج. ثم بأعصاب من حديد يقوم بقتل جميع من كانوا مسئولين عن عملية تجنيده إنتقاما لمقتل أخيه وذلك بمساعدة جهاز مخابرات دولته.
كان قد وصل الآن إلي باب الشقة , وبأصابع مرتجفة أخرج المفتاح وفتح الباب بصعوبة.. فقط ليتتطلع إلي ماوراء الباب في هلع.
كان كل شئ مقلوبا رأسا علي عقب , إنها إذن بداية الكابوس كما توقعها , ومع تصاعد الألم داخل صدره تصاعد رنين هاتفه الجواال.
(( هاهاهاه ...لا ندري لماذا تذكرت هذا المكان في ذلك الوقت بالذات؟ غير أنه من المؤسف- لك طبعا – أننا قد تذكرناه قبلك .. إن لك عقلية جاسوس محترف كما توقعنا بالضبط .. لا ندري كيف لم نفكر في هذه الفكرة منذ البداية...))
كانت الرؤية تتحول إلي اللون الأبيض , والألم يتصاعد في صدره, وتهدم كالبنيان عندما يتهدم , لم يستطع سماع باقي المكالمة فقط كلمة واحدة وصلت إلي ذهنه علي الرغم من التشويش الذي يعصف به , كلمة (أختك) صنعت هذه الكلمة مع الألم المشتعل في صدره مزيجا غريبا .
هو ليس كبطل قصته يحمل أعصابا فولاذية تسمح له بالإستمرار والإنتقام . ثم إن بطل قصته لم يكن عرضة للإصابة بالذبحة الصدرية المتكررة ولم يكن ليفقد تركيزه عندما يطرأ علي ذهنه خاطر مخيف بحيث ينطلق ليتأكد منه دون أن يحضر معه دوائه الذي يحمله معه دائما ....
وبدا له أن الموت حل آخر للقصة لم يطرأ له علي بال ...لا يظن أن الأعداء سوف ينتقمون منه لأنه قد مات بقتلهم باقي أفراد أسرته ..
وعندما كان يغلق عينيه وعلي الرغم من كل الألم الذي يعربد في كيانه , كان يبدو عليه الشعور بالراحة ..
تمت

الخميس، 20 نوفمبر 2008

منحنا جديدا

أتعرف يا أحمد؟
- نعم...قالها الآخر في وداعة منقطعة النظير...وهو يمضغ علكة صغيرة بجدية شديدة.
اسلوب كتابتك جميل للغاية ...يشبه مراكب من الفلين علي سطح مياة بحيرة هادئة ....شديد الرشاقة ...منزلق , كلماته تكاد لا تلمس الأرض أبدا من فرط تحليقها الشاعري .
أخذ الآخر يهز رأسه في موافقة ولا زال مع العلكة في حوار
مابال العلكة معك يا أحمد....لا أراها تفارق فمك .
- تأخذ واحدة ؟ . قالها وهو يعطيه واحدة بالفعل , فأخذها الأول في
رضا , وفض غلافها في حبور , ثم وضعها في فمه بسعادة
واستمر الحوار الأدبي بينهما وإن اتخذ منحنا جديدا في غاية الأهمية...منحنا علكيا

مرفوض

- مرفوض
- السيناريو بتاعك مرفوض يا أستاذ
ولماذا يا حضــ....؟
- لماذا ؟ تقول لماذا؟ أين الراقصة والكباريه يا أستاذ
ارتفع حاجبا (وجدي) في دهشة: نعم ...راقصة ....كباريه
- بالطبع...وهل يوجد سيناريو فيلم أو مسلسل يتحدث عن الإحتلال والمقاومة بدون راقصة أو كباريه
في دفاع بدا مستميتا : سيادتك ...هذا ليس ضروريا , لقد كان هناك العديد من التيارات الوطنية مندمجة في مهمة مقاومة الإحتلال . ومن هذه التيارات بل وأهمها من كان بعيدا كل البعد عن الراقصة والكباريه
وغمز (وجدي) بعينه إلي الأستاذ (مصطفي) المنتج .
غير أن الأخير لم يبد عليه الفهم , إذ أنه شهق وقال مبهوتا : يالك من جاهل , بالتأكيد أنت غير مطلع...! إنه يكاد يكون قانونا , بل هو قانون بالفعل أن تخرج المقاومة ضد الإحتلال من أي كباريه وسواء كانت الراقصة مصرية وطنية ...أو أجنبية موتوره, فلابد وأن تكون أهم عضو في المنظمة , ومن دونها المهمة الأخيرة تفشل .....ثم أضاف بعد أن لاحظ ملامح وجه (وجدي) ألا تفهم يا بأف؟
بأف....شعر (وجدي) بالإهانة غير أنه لم يستسلم لإحمرار أذنيه . وأخذ يحاول جاهدا ...بلا فائدة
وعندما هب من الأرض واقفا مغبر الثياب – بعد أن جعل الأستاذ (مصطفي) رجال الأمن يلقونه خارجا- لم يكن قد إستسلم بعد