الجمعة، 20 فبراير 2009

مشهد متناسخ

اصابتنا موجة من الضحك الهستيري
بينما كل من ثلاثتنا ينظر إلي الآخر
الآن أستطيع أن أقول علي نفسي ( قررنا نحن ) بدون شبهة تعظيم الذات باستخدام صيغة الجمع
نسخة طبق الأصل .... بل نسختين كأنني أنظر إلي مرآتين لولا إختلاف الحركات
صحيح أنني عندما أسرح تقوم ثلاثتنا بنفس الفعل ولكن ليس الآن وأنا في كامل حيويتي
أنا الآن ثلاثة..
ليس تناسخا .... التناسخ فكرة طفولية أمام ما حققته
بل إنه ليس تناسخا علي الأطلاق ... إن التناسخ الذي يقولون عليه لا يعدو كونه مجرد توأم متماثل ملتصق تأخر انفصاله حتي تم بعملية جراحية أسموها التناسخ.
أما ما فعلته فهو التناسخ الحقيقي
التناسخ البناء
أعلم أن الأغبياء إذا عرفوا بالأمر فإنهم سيهاجمونه بشده وكن من سيعلمهم دعهم في غيهم يعمهون
أما أنا فسأحيا
سأحيا مئات السنين في عشرة أعوام
سأحيا آلاف السنين في عمره كله
بل سأسبق البشرية
سأعبر آلاف السنين فعليا في سنين عمري القصيرة ... انني متأكد من ذلك
أنا الآن ثلاثة وكل يوم أكتشف من قدراتنا ... أقصد من قدراتي ما يدهشني فماذا سيحدث اذا أصبحت عشرة بل مائة
انني الآن أستطيع أن أفكر في ثلاثة أمور مختلفه في ذات الوقت بوعي عال غريب .. أستطيع سماع ثلاث محطات تليفزيونية بنفس التركيز
أما عند الإتحاد فالأمر يشبه المعجزة
لا تقف أي مشكلة أمامي .... ولو لأقل من دقيقة
أنا العالم البيولوجي .... صاحب اختراع الفيروس البشري الذي لم يقبل بتمويله أي جهة حكومية أو خاصة وصرفت أموالي كلها في اتمامه
أصبحت الآن أشهر عالم علي وجه الأرض
ليس بالطبع بسبب اختراعي السري ولكن بسبب مئات الإختراعات الأخري التي أنجزها في الشهر الواحد بسبب قدراتي الجديدة
والغريب حقا في الأمر تلك الطاعة العمياء لكلتا نسختي
كنت أعلم أن ذاكرتي وشخصيتي سينتقلان إلي نسختي وكنت أعتقد أنه سيصعب علي السيطرة عليهما - بما أعرفه عن نفسي وطباعي- وأن الأختبارات التي سأجريها عليهما لابد وأن تكلفني الكثير من المشقة
ولكن ماتم - وأدهشني- هو عكس ذلك تماما.
كل شئ تم و لا زال يتم بسلاسة منقطعة النظير
اننا أصبحنا واحدا بالفعل
ما ان آمرهم بالمكوث في المعمل عند خروجي حتي يغمض جفن كل منهما ويتحولان إلي تمثالين من الشمع ... وقد أسمح لهم أحيانا بالتحرك داخل المعمل أثناء خروجي .. وقد أدهشني في البداية كيف أنني أستطيع سماع بعض الأصوات الناتجه من حركتهم وحوارهم داخل المعمل أثناء وجودي في أي مكان ... دون أن يؤثر ذلك في تركيزي
ولكن مالبثت أن تماشيت مع الأمر وأستخدمته لصالحي ... حينما كنت أجعل احدي نسختي تقرأ من أحد المراجع العلمية بينما كنت أنا أردد ماتقرأه - ولا يسمعه غيري- في إحدي المحاضرات.
أول نسختي كان مساعدي . وهو معيد في الكلية التي ادرس بها يعمل تحت امرتي كمساعد في معملي الخاص.
عندما ظهرت عليه أعراض الإصابة بالفيروس البشري الخاص بي.. لم يبد عليه القلق
قال لي : أحسنت فعلا يا دكتور ... الآن نحن نستطيع أن نقوم بما لا أستطيع فعله وحدي ... قام بالإتصال باسرته الهزيله وهو عم وحيد إخبره انه سيسافر ثم أغلق الخط ...
ومكث عندي في المعمل
ورأيته امام عيني وهو يتحول إلي..... إليّ
لون جلده يتغير وطبيعة شعره ... يأكل كثيرا ..كثيرا جدا ....يشعر بالضعف
كان يقصر فعليا ... لقد تمت اعادة تكوين عظامه
وكنت أشعر أنا أيضا بالتغييرات
كلما تقدمت أعراضه كنت أشعر بذكريات قديمة تبدو بعيده ولكنها واضحة في ذات الوقت
أعلم بأن شخصيته قد انتقلت بداخلي ... هكذا تقول فروض نظريتي والتي يبدو أنها صحيحة ... ولكن لا بد لها وأن تكون في اللا وعي الخاص بي الآن ... وبدأت أعرف الكثير عن هذا الفتي
انه ليس كما يبدو .... انه يعرف الكثير بالفعل ... طريقة تفكيره مختلفة وطريقة نظره للأمور
لقد اندمجت قدراتي وقدراته وشكلت عنصرا جديدا
وحدثت المعجزة ....
وعي واحد وجسمين ليس وعيا عاديا ... انه يختلف عن مجرد مجموع الاثنين معا .... ربما تفهم ما أعني لو ذكرتك ان ما نعرفه عن الروح قليل حقا .... أو اننا لا نعرف شيئا علي الإطلاق
وقد أقلقتني في البداية ظهور بعض القدرات التي ماكان يتمتع بها أحدنا ولكنها ظهرت بإتحادنا.
أصبح في استطاعتي تحريك الأشياء عن بعد ... أستطيع معرفة من يقف ورائي ... كما أنني قد صارت لي القدرة علي التحرك كالمبصر في الظلام
وغيره من القدرات العجيبة
بل ان قدراتنا الجسدية قد زادت عند كلانا أضعافا
كما أظن أن حيوية خلايانا قد كونت مايشبه الوسط الحسابي لكلانا من ناحية الشباب
اقلقني كل هذا في بداية الأمر ثم أبهرني فيما بعد ..
وبسبب كثرة تفكيري في هذه القدرات العجيبة التي اكتشفتها .... قررت أن تكون نسختي التالية عالم زميل لي .... متخصص في علم البارا سيكولوجي
وعن طريق معلوماته في هذا المجال والتي اكتسبتها بالفعل بمجرد أن سيطرت عليه العدوي
أخذت أكتشف الجديد من قدراتي ... بل وأخذت أزداد قدرات
إن التحكم في ضغط الدم إراديا ليس بالأمرالصعب
بل ان التحكم في توقف نزف الدم من الجروح قد أصبح ممكنا وهذا ما لا أفهمه
اذ كنت في معمل الجامعة ليلة أمس حينما جرحت يدي ... وأكتشفت أنني أستطيع أن أوقف النزيف بالإرادة ... هنا في يدي اليمني
ولكن ماهذا .... لا أري جروحا ها هنا
هه .. لعلها قدرة جديدة أن يزيد الجسد من سرعة بناء وتجديد خلاياه
ولكن ... أذكر أنني قد وضعت ضمادة
هل سقطت...؟
وهنا نظرت إلي أيدي نسختي وعلي يمني احداهما وجدت الضمادة
وكانت المفاجأة ....
تمت