الخميس، 12 مارس 2009

مشهد روحي





- وجدتها .... قالها صديقي في حماسة

فابتسمت قائلا :

- ماذا وجدت يا أرشميدس

قال دون أن تفتر حماسته :

- وجدت الوسيلة التي أستطيع أن أقنع بها هؤلاء الناس بأنهم علي غير الصواب

كنت أنظر إليه معجبا بحماسته ... صديقي الصحفي ...له حماسة أي صحفي مبتدأ يريد أن يصبح شيئا .

كانت تشغله هذه الآونة جماعة صوفية كادت أن تندثر.... يدّعون بأن لشيخهم قدرات ما تظل حتي بعد موته .

كما أن لهم حزبا يقرؤونه يدّعون أنه يكسب قارئه القدرة علي تحريك الأشياء عن بعد .... تحركها بعينيك علي حد قولهم.

وقد قابل إهتمامه هذا إهتماما عندي بهذا الأمر نظرا لأنني طبيب نفسي ولي بعض الدراسات في الأنشطة التي تضمن اتجاها خارج الحواس ... وعلوم الباراسيكولوجي.

انتبهت من أفكاري علي صوته قائلا :

- ألا تريد معرفة الخطة التي من خلالها سأرشد هؤلاء الناس إلي الصواب... ألا تريد أن تعرف الطريقة ؟

وقبل حتي أن ينتظر إجابتي كان يقول مسترسلا في حماس :

- سأدعي أنني شاهدت حلما أو رؤيا ... يأمرني فيها شيخهم الأكبر بتحريك حجرا ما بعيني .....

ثم أضاف وهو يراقب تعابير وجهي بعناية :

- بدون قراءة الحزب

نظرت إليه في شك وقلت :

- ولكن الكذب في المنام ذنب كبير يعاقب عليه صاحبه بأن يعقد رابطا بين شعرتين في نار جهنم .

قال لي بسرعة :

- الضرورات تبيح المحظورات .... يجب أن نخرج هؤلاء الناس من ضلالاتهم .

قلت له ثانية بغير إقتناع :

- ولكن مالذي يمكن أن تفيده من هذا الموضوع .

- سيلتفون حولي حتي أخزلهم أمام وسائل الإعلام .

استغرقت في تفكير عميق .

وتجلت موهبتي الخاصة

تلك السلاسة الغريبة في تداعي الأفكار والذكريات ...وهي التي تؤدي إلي شئ ما .. لا أدري ماهو في البداية ولكني أعلم أنه سيظهر ..

كنت أذكر إحدي التحريات التي قمت بها أنا وصديقي من قبل ... عندما قابلنا رجلا عجوزا من أبناء تلك الطريقة الصوفية ...

وتذكرت كيف أخبرنا أنه لا يستطيع تحريك الأشياء بعينيه بعد قراءة الحزب مباشرة ... وأنه وليستطيع أن يفعل ذلك لابد من وجود ستة رجال آخرون .

يمارسون سويا وهو معهم رياضة روحية خاصة من صيام وذكر وأنهم فقط في اليوم السابع يستطيعون القيام بذلك كلواحد علي حدة ولكن أمام الستة الآخرون..

وذلك كما أخبرهم شيخهم كمعلومة متوارثة بين الشيوخ عن شيخهم الأكبر شخصيا .

ثم تداعي إلي فكري العديد من المعطيات الأخري في سيل من الأفكار السريعة .

حتي أشرقت الفكرة في رأسي فجأة

إعتدلت وقلت لصديقي في حماس غريب :

- كيف سيكون شكل تدخل وسائل الإعلام في رأيك .؟

حك رأسه قائلا :

- لا أدري ... لعلي أطلب منهم نقل الحدث مباشرة علي الهواء.

هتفت به بسرعة :

- لا .... بل عليك وأن تطلب تسجيله علي ألا يزيد الحضور علي المراسل وطاقم التصوير

ثم حككت ذقني مفكرا وأردفت :

- واطلب حضور جميع أفراد الطريقة الصوفية من جميع البلدان المجاورة ... حتي وإن كان هناك أحدا ما منهم خارج مصر فلترسل في طلبه

بدا عليه الإندهاش من حماستي الفجائية والتي ليس لها مايبررها وقال :

- ليس لكل هذا من داع ... ولكن .... لا بأس ..

نظرت في عينيه وقلت في ثبات :

- لي طلب أخير...

نظر مستفسرا فقلت بهدوء:

- حاول أن تحرك الحجر بعينيك فعلا ...

هز رأسه مستنكرا :

- ماذا تقول ؟ هل جننت ؟

قلت بسرعة :

- انك تبحث عن الحقيقة يا صديقي أوليس كذلك ؟

- بلى ...

- إذا فلتفعل كما أقول ... وليبد عليك أنك تحاول ذلك فعلا ... حتي إذا ما فشلت بدوت مقنعا ... ثم غمزت بعيني قائلا :

- لا تنس أن الكاميرات ستكون مسلطة علي وجهك

أخذ يهز رأسه وقد بدا عليه الإقتناع .

- عدني أنك ستفعل ذلك

- أعدك

وجاء اليوم الموعود .... كان المسجد الخاص بهذه الطريقة الصوفية يقع في احدي القري المجهولة ..التي تتعايش تعايشا سلميا مع عدد كبير من اتباع هذه الطريقة يمثل غالبية قاطنيها.

كما أنها كانت ترحب وبشدة بمولد الشيخ كل عام والذي يحضره جميع أبناء الطريقة من شتي البقاع فيما يعتبر موسم رواج تجاري كبير.

وكان المكان الذي اختير لأختبار صديقي هو هذا المسجد

ولحسن الحظ كان المسجد يقع عند طرف القرية فلم يستثر منظر الجموع الحاشدة فضلا عن سيارة التليفزيون أهالي القرية بالشكل الذي كنت أتوقعه.

وكان الحجر الذي اختير لإتمام التجربة , حجر قديم بالمسجد علي جانبيه أثر عميق لراحتي يد ... ينسبونه ليد شيخهم

كانت الأنفاس محبوسة

والكل يتطلع إلي الحجر ...

كان صديقي موضع حفاوة من أبناء الطريقة العاديين

أما الشيوخ فقد قابلوه بالشك .... ربما حرصا وتكذيبا ... أو ربما خوفا علي منزلتهم.

قالوا عنه إن كان صادقا فسينجح . أما إن كان كاذبا فإن مصيره الفشل ... منتهي الأمان

وبالرغم من موقفهم الوسط الذي اتخذوه أجدهم هناك هم الآخرون ينظرون إلي الحجر بشغف.

بينما كان صديقي مغمض العينين يقول شيئا ما ...

كنت قد لاحظت عليه الإضطراب في الآونة الأخيرة... والذي أخذ يزداد مع تكرار جلوسه مع أبناء الطريقه يحدثهم عن حلمه المزعوم.

هاهو يفتح عينيه .... هاهو ينظر إلي الحجر في ثبات .... هاهو الحجر يتحرك

وأمام الأعين المبهورة والشفاة المبتسمة أخذ الحجر يحلق يمينا ويسارا مع أعين صديقي اللآمعة..

تلاحقت أنفاسي وأرتفعت دقات قلبي بالرغم مني...

وعلي الرغم من معرفتي بأن هذا ماسوف يحدث...

ابتسمت حينما قال لي صديقي بعد ذلك بيومين عندما استطعت أن أراه : إن هؤلاء الناس علي صواب...

ذكرته بأنه من اختلق موضوع الحلم ...

قال لي فيما قال : لقد كان موضوع الحلم هذا إملاءا لي من قوي أعلي مني

علمت بعد ذلك بأنه انطلق يدرس في مؤلفات شيوخ الطريقة وأنه يروي العديد من الرؤي من حين لآخر...

حذّرته من أن يقوم بهذه التجربة علي الهواء مباشرة في بث تليفزيوني ...أو أن يقوم بها في غير حضور كم كبير من مريديه

لأنه سيفشل

لم يبد عليه الإقتناع .. قال أنه سيفعل ما يتوجب عليه فعله

ابتسمت راحلا ... وأنا أهنئ نفسي علي اثبات نظرية جديدة من نظرياتي

تمت

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

http://www.facebook.com/topic.php?topic=8073&post=33089&uid=86447686494#/group.php?gid=86447686494 كلنا ايد واحده ضد الظاهره اللا اخلاقيه ضد التحرش وقفةالسبت 18 ابريل قدام جامعة الزقازيق وقفة سلميه بنطالب بحقنا فى شارع آمن مين معايا دعوه لكل شاب يتمنى اخته تمشى بامان كل بنت نفسها تعيش بأمان
السبت اتمنى تحضريه
اكيد انتى معانا
كلنا ايد واحده